أنقى من الغيمة

صورتي
Saudi Arabia
في زمن التلاشي غيماتي ممطرة.! كاتبة وأديبة سعودية.. أنثر حرفي في جريدة الرأي الكويتية أصدرت كتاب/مدائن الوجع كل ماأكتبه لي ولاأسمح بـإقتباسه.

30‏/11‏/2013

قناعات تويترية..!

ماهي القناعات وكيف تتكون؟!
والى أي مدى يمكن أن تكون ثابتة أو متغيرة؟!
وهل هي متعلقة بالشخصية
أم بالمواقف أم بالتربية والسلوك؟!
كل ماسبق لايهم الإجابة عنه!
لكن مايهم مانراه في زمننا
من تغير سريع وتحول مفاجئ للقناعات
وتبديلها وكأنها ملابس كلما
انتهت موضتها تم التخلص منها!
لاشك أن وسائل التواصل أسهمت في ذلك
فالكثير من الشعراء والأدباء والكتاب أصبحوا
يسيرون في خطى غير ثابتة وربما ركيكة وزائفة
كيف لا وما ينثرونه في تويتر وغيره يمثل مايُريده الناس
ليس عيباً أن تكتب هموم الناس وتشاركهم معاناتهم
لكن العيب أن تُحول قلمك لجلد فلان
والنيل من علان وشعرك في هجاء هذا
وسب وشتم من يُخالفك أو ربما ينافسك!
الساحة الشعرية التي كانت عامرة قبل عدة سنوات
والتي أفاقها رحبة رغم كل الخلافات
والملفات الشعرية والمجلات والمجاملات والمحسوبيات
إلا أنها حافظت على هوية الكلمة والشعر
وحفظت الحقوق رغم زيف
بعض المنتديات والأسماء المستعارة
وأشياء أصبحت من الماضي لافائدة من التطرق لها
وفي ظل زخم تويتر وغيره من مواقع التواصل
التي أتاحت الفرصة للجميع بـ أن يكتب ويعبر
بلا حدود..تلك الحدود التي يجب على
كل صاحب قلم وفكر وشاعر وأديب
أن يضع تلك الحدود هو بنفسه ويرسم له مساراً
يرضي ربه قبل كل شيء
لا أن يكون إمعة الرياح تميل به يمنة ويسرة
والمتابعون يملون عليه صباحاً قناعة
وفي المساء يمحو قناعة الصباح لـ إرضائهم!


http://www.alraimedia.com/Article.aspx?id=480781&date=28112013

http://www.alraimedia.com/Resources/PdfPages/AlRAI/E6CF377E-9EDC-4AF1-B523-BE8394F18642/P34.pdf 

22‏/11‏/2013

اصنع تاريخك بنفسك

ليس كل ماض يستحق أن يُدون، فجمال تاريخك من قبحه أنت من تصنعه! فلا تدع بعض الأشخاص العابرين في حياتك ممن زرعوا إساءة في دربك ومضوا أن يشوهوه، ويتركوا في صفحاته بصمات أيديهم الملوثة بالبؤس والحقد.
نحن في مسيرة حياتنا نواجه العديد من المحبطات والصعاب والأشخاص السيئين والمواقف .. وكل ذلك يؤرشف في ذاكرتنا، وقد يؤثر سلباً على أيامنا، وعلى طريقة تفكيرنا، لكن عندما نتجاهل كل ذلك ولا نحتفظ إلا بكل ما هو جميل فهو محفز لأن نكون الأفضل والأجدر دائماً، ولا ندع فرصة لمواقف وأشخاص أن يدمونا بأشواكهم في كل مرة .. ونتعثر بها مرتين! مرة في الحياة ومرة في الذكريات.
قد يتساءل أحدكم: لماذا أجعل تاريخي أبيض .. صفحاته تعج بالمثالية؟
ببساطة لأنه يخصك وحدك، فدون فيه إنجازاتك قبل عثراتك، ونجاحاتك قبل فشلك، واجعل كل ذلك مُحفزاً لك في مستقبل أفضل .. وكأنك تدفع نفسك للأمام من خلال ماتدونه فيه، وكذلك من خلال ما مر فيك من أحداث في حياتك.
إن الإنسان الناجح هو المستفيد من كل عثرة أدمت قدمه في أي من مراحل مسيرته، لكن عندما يصل لطموحه يجب أن يمنح ذاته وسام الصبر والمثابرة .. وذلك بتدوين شيء مميز يحتفظ فيه لنفسه في أرشيف ذكرياته.
كلنا نعيش ونتشابه في طريقة التعايش والتفكير .. وأيضاً كثير من الأشياء السلبية التي نعززها لبعضنا، ونندب حظنا فيها دوماً .. لكن لماذا لا نسعى للتميز والخروج من دائرة العادة والنمطية والرتابة لأفق أوسع، وتفكير أشمل وأعمق، ونظرة مستقبلية متفائلة لجميع معطيات الحياة من حولنا، والتي أهمها نحن .. نعم، نحن بتراكم تجاربنا، وبالأشياء التي غادرتنا، والقلوب التي خذلتنا، والحياة التي ربما لم تصف لنا يوماً،
لنتفاءل، على الرغم من كل شيء ونجعل صفحات حياتنا وذاكرتنا بيضاء لا تحمل إلا كل جميل يُسعدنا، ونركل كل سوء ورمادية .. وندع التاريخ البائس لمن يريده، فنحن سئمنا العيش تحت غيوم لا تُمطر.
أخيراً .. نحن لانصنع أقدارنا .. لكن نستطيع أن نصنع تاريخنا بعقلانية ورضى ومجد.

http://alroeya.ae/2013/11/03/99300 

ثرثرة تقنية

الإنسان «بطبعه» كي يتعايش مع الآخرين ومع معطيات الحياة يحتاج أن يتحدث ويفضفض، ويشارك الآخرين همومه، وهذا حق مشروع وشيء صحي وإيجابي، كي تسير الحياة بمرها وحلوها على ما يرام.
لكن عندما تتحول الثرثرة إلى ثقافة بائسة لا تجدي نفعاً، هنا تكمن المشكلة، والتي تعاظمت في الفترة الأخيرة في ظل تطور وسائل التواصل والتقنيات الحديثة حتى أصبحت الثرثرة بين الأشخاص ثرثرة تقنية عاصفة. تعصف بكل شيء بالقلوب والأسرار والمواقف والتجارب والخبرات ونشر إشاعات وخلق قصص وأحداث غير موجودة في الواقع! وجدل وصراع وسب وشتم وتطاول وازدواجية وانفصام في الشخصية وأشياء لا تُحصى.
بل البعض وصل بهم الحال إلى التناقض والتذبذب بين الحياة التي يعيشونها واقعاً وبين ما يتعاطونه ويطرحونه في وسائل التواصل ولا يفرقون بين جده وهزله ومصداقيته من عدمها. متذبذبون في آرائهم وطروحاتهم .. عقولهم مؤجرة وقلوبهم مريضة! يميلون مع مصالحهم توجههم أنانيتهم وأحقادهم.
التقنية لم تعد شيئاً هامشياً أو ترفاً أو وسيلة تسلية فقط كما كانت في السابق، بل هي الآن تأخذ الحيز الأكبر من حياتنا كباراً وصغاراً وقد توجهنا نحو ما تُريد! لكن يجب أن نصمد تجاه عواصفها وننظر لها بعين الناقد الفاحص الذي يستطيع التمييز بين الغث والسمين وأن نتعلم كيف نُحسن استخدامها، ونطورذواتنا من خلالها وننهض بأمتنا وأوطاننا من عبر التعامل معها واكتساب الخبرات من المبدعين وأصحاب التجارب المميزة والناجحة في المجالات كافة، وتبادل الثقافات وحل المشكلات والتعاون معاً في الأزمات، ونحول تلك الثرثرة إلى ثقافة إيجابية نستفيد منها في حياتنا وتعاملاتنا.
متى يُدرك الأشخاص الذين لاتتوقف ألسنتهم عن الثرثرة أن ثرثرتهم عن كل شيء وبكل شيء لا تزيد من قيمتهم الاجتماعية؟! بل تُنقص من قدرهم وقد تُذهب حسناتهم. وما أجمل الكلام حينما يكون بدراية وحكمة، ولا أجمل منه إلا الصمت حينما يكون بعقل وترفع.
لندرك جميعاً أن هناك أموراً تُحكى للناس وهناك أمور لا تُشكى إلا لرب الناس، فلنسعَ أن نرتقي بثقافة الشكوى لا أن نهوي بها لقاع سحيق تسكنه أشباح الظنون والفرقة والاختلاف.


http://alroeya.ae/2013/11/16/102615

أنا اليوم أعيش اليُتم مرتين!





لاشك أن أعظم فقد يصفعك في حياتك هوالموت
فهو يُحيل كل مساحات الإتزان الى خلل وفوضى
ووجع ممتد.. تختنق فيه أنفاس الحياة بـ أسرها
فمرارة الموت حق نتجرعها رضى بالقدر..
رحلت رفيقة فؤادي (سماح الراجحي)
رحلت الى حيث بارئها..
أختارها رحيل اليقين وخطف جسدها
وتوارت تحت التراب..لكن روحها
تنبض في فؤادي وفي قلب مشاعل وسعود
وكل أهلها وأحبتها ومن عرفها ومن لم يعرفها
هكذا هي روحها القريبة تُحيط بنا
وتُطبطب على أوجاعنا وكأنها بيننا لم ترحل!
تعيش معنا تفاصيل وذكريات وحياة وعمر..
سماح..أنتِ قطعة من روحي التي أهداها رحيلكِ
كسوة رمادية في مهب الشتاء!
كسوة باهتة..موجوعة..قاسية..
سماح..أتعلمين أي حزن وضيم بعد رحيلكِ حل بي؟!
شيء يُشبه انتزاع الروح والموت على قيد الحياة
شيء يُشبه السير في طريق دامس والدليل فيه غاب وتاه
شيء يعتصر القلب وينزفه أهات وغصات
سماح..الموت هو القدر الذي كُنت أتوقعه يخطفني قبلكِ!
لكنه صفعني بخطفكِ أمام ناظري بغتة
سماح..لم يبقى في العمر جراح تُضاف
فجرح فقدكِ أعظم جرح أشرقت شمس حزنه
في جمعة قُبض فيها صدري
وأختنقت فيها فضاءات روحي
سماح.. فُقدكِ وجع جديد يُضاف لرصيد أوجاعي
لكنه ورب روحكِ يارفيقة فؤادي وجع لايشبهه وجع
سماح..سـ أبكيك عمراً.. سـ أبكيك فقداً..سابكيك دهراً..
أنا اليوم أعيش اليتم مرتين!
سماح..سأعلق أمنياتنا معاً في روزمانة أيامي
إن كتب الله لي حياة طويلة بعد رحيلكِ
وسـ أُحققها لكِ وسأبتسم فقط لـ أجلكِ
سماح.. ثقي أنكِ في قلبي ماحييت
لن أنساكِ الا حين ألقاكِ فرحة بكِ
أسكنكِ الفردوس الأعلى وغفر لكِ
وصبر قلبي ومحبيكِ علي فراقكِ
وعلى تلك الحياة الرمادية الخالية منكِ.


http://www.alraimedia.com/Article.aspx?id=475487&date=06112013
http://www.alraimedia.com/Resources/PdfPages/AlRAI/C5A10E3B-C9E4-4334-84C7-2A671FB3F497/P18.pdf