أنقى من الغيمة

صورتي
Saudi Arabia
في زمن التلاشي غيماتي ممطرة.! كاتبة وأديبة سعودية.. أنثر حرفي في جريدة الرأي الكويتية أصدرت كتاب/مدائن الوجع كل ماأكتبه لي ولاأسمح بـإقتباسه.

10‏/04‏/2015

ثقافة مستهلكة



مناحي الحياة شتى، والإنسان الفطِن في كل يوم ينبعث نوره يُطلق قيوده
ويتحرر من أوهامه ويبحث في مناكب الأرض ليتعلم ويستفيد ويُبادر ويُشارك،
ويكون عضواً فاعلاً يخدم دينه ونفسه ووطنه ومجتمعه ومُحيطه مُتجرداً من التخاذل والكسل
وصنع الأعذار الواهية وتوهّم العراقيل التي يُضخمها له عقله ويُشكلها في واقعه جبلاً عالياً لا يمكن تسلقه.
في ظل تسهيلات الحياة وكثرة المُلهيات التي تهدف إلى ضياع الوقت وجذب الأشخاص

لإشغال أوقاتهم بلا فائدة بغرض تحقيق المتعة ونشر الفكاهة والتسلية، ومع تضخم وسائل التواصل الاجتماعي
وفقدان بريقها وعدم تحقيق الجدوى منها ما دمنا نتعامل معها تحت مظلة العشوائية
 من دون أن نجني ثمار مفيدة تُفيدنا في حياتنا وتنمي مواهبنا وتدعم أفكارنا وتُثري معلوماتنا،
من هذا المنطلق يجب أن نُعيد النظر في عدة أمور، ونسعى لتثقيف أنفسنا في كل المجالات
ثقافة نابعة من الأصل مُدركة لكل شيء حولها، ثقافة تأخذ بنا إلى الرقي والحوار والنقاش
وفتح آفاق جديدة لمعارفنا وعلاقتنا مع الأشخاص والأشياء والظروف والمواقف.
وكوننا مُثقفين في جانب من جوانب الحياة فإننا حينها باستطاعتنا مواجهته والتعامل معه

والتعايش مع صروفه، فالثقافة في أمر ما هي أمان من شره أو انتفاع به ومنه.
ونشر الثقافة واكتسابها في عالمنا اليوم أمر هين وميسر وما علينا سوى البحث عن ما نُريد

والاستفادة والاستزادة من العلوم والمعارف واكتساب المهارات.
ومن أهم مصادر الثقافة الكتب التي ترقد بسلام في أرفف مكتباتنا وبعض أدراجنا المهملة

والتي دوماً نتحجج بأن لا وقت لدينا حتى لمسح الغبار الذي يعلو طبقاتها ويكتم أنفاسها!
يجب أن ندرك أن الكتب ليست للاقتناء والفناء .. بل هي مجد وحضارة وعقول وإفادة..

يجب أن نُغير نظرتنا لها ونتعامل معها بجدية ونمنح عقولنا الفرصة لمصافحتها والإبحار في دررها.
أخيراً .. الثقافة ليست سلعة مُستهلكة ولا لقباً يُتباهى به، بل هي مجد مُمتد يرتقي

بصاحبها للشموخ الذي يرفعه عن كل دنيء .. فلنسعَ للثقافة قولاً وفعلاً ومنهجاً وسلوكاً ..
كل ذلك سوف يدفعنا لأن نعيش بسلام ومحبة وتصالح مع كل شيء.


ليست هناك تعليقات: