أنقى من الغيمة

صورتي
Saudi Arabia
في زمن التلاشي غيماتي ممطرة.! كاتبة وأديبة سعودية.. أنثر حرفي في جريدة الرأي الكويتية أصدرت كتاب/مدائن الوجع كل ماأكتبه لي ولاأسمح بـإقتباسه.

25‏/03‏/2011

أسطورة شامخة ..!


ليست كل الحروف قابلة للنشر ..!

فالكثير منها يجب أن يخبأ في دهاليز القلب

ليس لقبحها أو دناءة محتواها أو فشل ذريع في مغزاها

لكن عندما تكون لك ومن أجلك

يجب أن تؤصد الأبواب عليها

وتنام قريرة العين في مكان أمن

ليست كل الأماكن آمنة .. !

فهنا اختلاس وهناك سرقة وفي البعيد مجهول رمادي ..!

ذاك الرمادي يشبه وشاحي الشتوي الذي أعتقته هذا الشتاء ..!

هذا الشتاء شهد الكثير من التحولات

تحولات عالمية ومحلية وشخصية مثيرة قابلة للدهشة

كتلك الحكاية التي أخبرتك بها ..

هي لم تبدأ بعد ..!

لكن لـ إن عنوانها أنت أصبحت باذخة الجمال ..

دائما أمي تقول جمال الأشياء في بُعدها ..

لاتقتربي منها فتبهت ..!

وكعادتي مطيعة جداً لـ أمي ..

لكن هذه المرة أخبرتها بأني لاأستطيع إلا أن أقترب

ومبرري أن قلبي هذه المرة متشبث بتلك الأسطورة

التي لاتلوح إلا ببياض ينبع من بين جنباتها ..

والتي أسرت روحي التائهة منذ زمن بعييييد ..

ذاك الزمن الماضي الذي يشبه فاجعة وفاة أبي

والذي يشبه وجهي الطفولي البائس المملوء كدراً وحزناً

فمنذ ذاك الوقت استوطن الحزن ملامحي وتربع في فؤادي

ولبست ثوب الحداد الرمادي على أفراحي

التي بعثرتها أقدار الحرمان القاسية

تلك القسوة شيء يشبه الجفاء والغياب

والنكران والجحود والخيبة واليأس

ومعان شتى لاأريد أن أستحضرها ..!

فقط أريد أن أستحضر أسطورة البياض

التي داهمتني بجيوشها المسالمة

والتي لم ترفع إلا راية السلام والطمأنينة

أجزم أن مدينتي سيخيم عليها الهدوء

وتعم فيها سكينة لم تشهدها من قبل ..

متفائلة جداً ..

ومسرورة جداً ..

ووجلة جداً ..!


18‏/03‏/2011

مصادمات حياتية...!



هناك العديد من الصدامات في حياتنا

صدامات خلقتها البيئات وصدامات خلقتها الظروف

وأخرى خلقتها الأفكار والتوجهات

صدامات شتى هنا وهناك

على مستوى الأفراد والجماعات

لن أسبر في أعماقها ولن أخوض في تناقضاتها

لكن سأطرق باب مايوقع النفس من أذى منها

والذي قد يتحول على المدى البعيد الى تحولات لا تُحمد عقباها

فالفرد منذ نعومة أظفاره وطفولته الصاخبة

يُملى بتوجيهات المجتمع والأسرة وطقوسهما

ويتعامل مع الحياة ومن حوله بواقع خبراته المكتسبة

والذي تشبع بها أيا كانت صحيحة أم خاطئة

ولكن ما أن ينضج فكريا وتسير به سفينة الحياة

في مراحلها المختلفة ويكتشف أخطاء وعيوب

في نفسه أوأسرته أو مجتمعه وما أن يحاول تصحيح تلك المفاهيم

تصدم أفكاره بالرفض والاستنكار والخروج عن مبدأ العادات

والتقاليد التي دونت بمداد من ذهب في سجلات تاريخ تلك المجتمعات

والتي قد تكون ما أنزل الله بها من سلطان

هناك قيم لا تتعارض مع الدين ولا ضير فيها فهي تستحق التمجيد

لا لشيء ولكن حفاظا على موروث اجتماعي ملون بالبياض

لكن إذا كانت تلك التقاليد تتعارض من منهج الله ورسوله

فهنا تكمن الكارثة والتي يجب أن تحرق سجلاتها مهما كلف الوقت والأمر

لن أسرد قصصا وحكايا فالأمثلة شتى والمشاهد التي تدمي القلب في ازدياد

فالمجتمع يحتاج من يأخذ بيده الى الأفضل

وأن تصحح منهجية تلك العادات والتقاليد وتحرر من الظلم والعنجهية

من يصنع المجتمعات ؟ أليس هم الأفراد ؟

اذا يجب أن يأهلوا تأهيلا دينيا ونفسيا واجتماعيا

حتى يسيروا مجتمعاتهم نحو القمة والسمو في كل الأمور

أنه لحق مشروع أن نربي أطفالنا ونوجه طلابنا

ومن هم يثقون بنا ويقتدون بأفعالنا الى احترام المجتمع

وتقاليده الجميلة والحفاظ على تراثه السامي العابق بالماضي

الذي لم يلون إلا بالتعب والشقاء وحبيبات عرق الأباء والأجداد

الذين صنعوا لحياتهم مجدا جميلا وأن نمحو من عقولهم

التمرد والعشوائية والتسلط على الآخرين

وأن نزرع فيهم مبدأ حب الخير للغير

ومتى ماسمت المجتمعات بعقولها وتفكيرها السليم

سارت في خطى التقدم بلا كلل وبلا تعثر.