هناك العديد من الصدامات في حياتنا
صدامات خلقتها البيئات وصدامات خلقتها الظروف
وأخرى خلقتها الأفكار والتوجهات
صدامات شتى هنا وهناك
على مستوى الأفراد والجماعات
لن أسبر في أعماقها ولن أخوض في تناقضاتها
لكن سأطرق باب مايوقع النفس من أذى منها
والذي قد يتحول على المدى البعيد الى تحولات لا تُحمد عقباها
فالفرد منذ نعومة أظفاره وطفولته الصاخبة
يُملى بتوجيهات المجتمع والأسرة وطقوسهما
ويتعامل مع الحياة ومن حوله بواقع خبراته المكتسبة
والذي تشبع بها أيا كانت صحيحة أم خاطئة
ولكن ما أن ينضج فكريا وتسير به سفينة الحياة
في مراحلها المختلفة ويكتشف أخطاء وعيوب
في نفسه أوأسرته أو مجتمعه وما أن يحاول تصحيح تلك المفاهيم
تصدم أفكاره بالرفض والاستنكار والخروج عن مبدأ العادات
والتقاليد التي دونت بمداد من ذهب في سجلات تاريخ تلك المجتمعات
والتي قد تكون ما أنزل الله بها من سلطان
هناك قيم لا تتعارض مع الدين ولا ضير فيها فهي تستحق التمجيد
لا لشيء ولكن حفاظا على موروث اجتماعي ملون بالبياض
لكن إذا كانت تلك التقاليد تتعارض من منهج الله ورسوله
فهنا تكمن الكارثة والتي يجب أن تحرق سجلاتها مهما كلف الوقت والأمر
لن أسرد قصصا وحكايا فالأمثلة شتى والمشاهد التي تدمي القلب في ازدياد
فالمجتمع يحتاج من يأخذ بيده الى الأفضل
وأن تصحح منهجية تلك العادات والتقاليد وتحرر من الظلم والعنجهية
من يصنع المجتمعات ؟ أليس هم الأفراد ؟
اذا يجب أن يأهلوا تأهيلا دينيا ونفسيا واجتماعيا
حتى يسيروا مجتمعاتهم نحو القمة والسمو في كل الأمور
أنه لحق مشروع أن نربي أطفالنا ونوجه طلابنا
ومن هم يثقون بنا ويقتدون بأفعالنا الى احترام المجتمع
وتقاليده الجميلة والحفاظ على تراثه السامي العابق بالماضي
الذي لم يلون إلا بالتعب والشقاء وحبيبات عرق الأباء والأجداد
الذين صنعوا لحياتهم مجدا جميلا وأن نمحو من عقولهم
التمرد والعشوائية والتسلط على الآخرين
وأن نزرع فيهم مبدأ حب الخير للغير
ومتى ماسمت المجتمعات بعقولها وتفكيرها السليم
سارت في خطى التقدم بلا كلل وبلا تعثر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق