أنقى من الغيمة

صورتي
Saudi Arabia
في زمن التلاشي غيماتي ممطرة.! كاتبة وأديبة سعودية.. أنثر حرفي في جريدة الرأي الكويتية أصدرت كتاب/مدائن الوجع كل ماأكتبه لي ولاأسمح بـإقتباسه.

25‏/11‏/2011

سرقة مشروعة...!

سرقني الوقت ولم يخبرني أحد..!
سرق أشيائي الثمينة
ضحكات طفولتي
شقاوة صديقاتي
عبث شجوني
سرق أوراقي الملونة وملصقات دفاتري
سرق كل شيء ورحل...
أعلم أنه من الجنون استدعاء الوقت ومحاكمته
وأعلم أن دعواي مرفوضة قبل أن تُرفع
لكن لـ أرضي ضميري البائس
الذي لايفتأ بتكرار المرارة والحسرة
تجاه ماسرقه مني الوقت
مُداناً لنا الوقت بالكثير ونحن مدينون له أكثر
رغم تجاوزاته وتعديه على حقوقنا
لكن نحن من تجاوز حدوده ومسافاته
وتركنا أشياءنا مبعثرة على أرصفته
جميل أن نعترف بالخطأ وإن كان فادحاً
وإن لم يُغفر ورغم مرارة الحقيقة إلا أنها تُريح
ذاك الضمير المعذب الذي لايعلم من أين يتلقى صدماته
الاستمرار في الخطأ يؤدي في نهاية الطريق
الى ضياع محقق وموت بطيء
ماأجمل أن تتضح الصور ويُمسح الغبار عنها
وإن بدت خدوشها خير من زيف يعلوها وهي براقة
أمقت الزيف والخداع وتلوين الأشياء والمواقف
بـ الوان زاهية خادعة تجذب الناظرين
وجوفها خواء فارغ لا لون يسكنه سوى السواد الكالح
أمقت القلوب المتلونة المتحورة التي لاتنبض
الا بنفسها ومصلحتها فقط...
كم أشتاق لـ أوقات الطفولة وورقة حائطي البيضاء
المزينة بـ إطار خشبي والتي تحوي قصاصات
ملونة من عبث شقاوة صديقاتي وملصقات دفاتري
التي تُمنحني إياها معلمتي عندما أنهي حل المسألة
أعلم أن الزمن لن يعود والوقت لن يعيد لي أشيائي
لكن عزائي أن أصافح في طيات السنين أوقات
تعوضني عن خيبات عصفت بجميل ذكرياتي
وأن تمنحني نقاء وطمأنينة تقلل من عثراتي


04‏/11‏/2011

محطتي الأخيرة..!



تسير بنا مراكب الحياة وتتوه بنا أمواجها
تُنهكنا محطات السفر والعودة والرحيل والغياب
حياتنا دروب ومحطات ومواقف وعبرات
نبحث عن الراحة والسعادة ونتكئ على ضفاف أحلامنا
نتأمل السماء ونناجي القمر في ليالي الصيف الحالمة
نتضور برداً وجوعاً للدفء والسلام والطمأنينة
نبحث عن كل مانريد في جيوب الأقدار
نبتهل وقلوبنا تخفق بـ أمنيات البياض والأمان
ولكل منا محطة أخيرة يعانقها بعد غربة طويلة
*
أنت وحدك اخر محطاتي عندك توقفت
ولن أتجاوز محطتك أبداً ففيها وجدت
ماكنت أسافر من أجله من بلد الى بلد
أتعبتني أسفاري وأنهكتني أحزاني
تعبت عيناي من تفحص وجوه العابرين
وتعبت يدي الباردة من قبضة حديد كراسي الانتظار
حتى وجدتك بين الزحام فرحة لاتغيب
أنت يامن تصنع الساعة معك لحظة
أنت يامن تُحيل بكائي الى ضحك
أنت يامن تقذف أحزاني بعيدا عن منابت تفاصيلي
قل لي بربك كيف لي أن أتجاوزك
وأمضي وقلبي معلق بين يديك
قل لي كيف أتجاوزك وأمضي..
وأمضي الى أين؟!
وجميع الطرق عناوينها أنت
وعيناي محتضنة طيفك
ويداي متشبثة بمعطفك
أنا طفلتك التي تتوه بدون قبضة يدك
أنا طفلتك التي تصرخ ألف مرة عندما لاتجدك
أنا طفلتك التي لاتنام قريرة العين الا وعينك تحرسها
بك أشرقت شموس أفراحي
ومن أجلك أعلنت حروفي سعادتها
ولك وحدك تنبض أيامي