أنقى من الغيمة

صورتي
Saudi Arabia
في زمن التلاشي غيماتي ممطرة.! كاتبة وأديبة سعودية.. أنثر حرفي في جريدة الرأي الكويتية أصدرت كتاب/مدائن الوجع كل ماأكتبه لي ولاأسمح بـإقتباسه.

17‏/07‏/2014

الوصاية الدينية .. إلى أين؟




نعيش صراعاً مرعباً في زمننا هذا بين التيارات الدينية المتصارعة في عدة أوجه وزوايا .. الكل يحاول إثبات أن توجهه هو الصحيح .. والكل يصرخ ولا أحد يستمع!
ربما البعض لا تعنيه تلك الحرب بشيء، فهو معتدل في منهجه، والبعض الآخر بعيد عن المشهد وصراعاته التي لا تنتهي .. لكن المشكلة لا تكمن في ذلك فحسب والتي قد لا يتأثر بها الجميع، بل تكمن وبشدة في الوصاية الدينية التي برزت مؤخراً بشكل يدعو للقلق والمواجهة والحذر والتعامل معها بعقلانية وتروٍّ.
ففي ظل معايشتنا لكل أمورنا الحياتية في وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الوصاية الدينية تُشكل خطراً على تفكيرنا وحياتنا ومستقبل أجيالنا .. تلك الوصاية التي يصدح بها كل من هب ودب! يتحدث بأمور ليس له الحق في الحديث بها لأنه ليس بعالم وغير مصرح له من قبل الجهات الدينية بالحديث عن أمور دينية ومسائل شائكة .. وهناك من يُصدر فتاوى، وهناك من يتهكم بها، وهناك من يقول كلاماً وأفعاله تناقض ذلك .. والكثير من الأمثلة التي تجعل الشخص يعيش في ذهول وربما يتخبط بين ما ينبغى اتباعه فعلاً وبين ما يجب تركه وتجاوزه! لذا فهي تشكل خطراً كبيراً على المجتمع بفئاته كافة.
ليس كل من جعل مظهره متديناً يسمى رجل دين .. لأن البعض اتخذ ذلك مظهراً للتنطع في الدين والتحدث باسمه وسب وشتم فلان وعلان!
الوصاية الدينية لم تقتصر فقط على من يسمون أنفسهم رجال دين! بل وصلت لكل شخص لديه خلل ويرمي نقصه على غيره .. ويُشكك في نياتهم ويؤول أفعالهم وتصرفاتهم حسب نظرته المريضة .. ناهيكم عن اتهامات المرأة من خلال طريقة لباسها متجاهلين أن اللباس هو ثقافة وسلوك لا يُفرض على أحد، وهو فضيلة بحدوده المتعارفة حسب تربية وبيئة كل شخص وزمانه وظروفه.. وكذلك الرجل الذي يُحكم عليه من خلال مظهره وطريقة لباسه.
الناس ليس كلهم سواء في التفكير والتربية واتساع الأفق فنجد من يترفع عن كل هذا الهراء .. وتجد آخر متذبذباً بين تقديس رجل دين وبين تناقض أقواله وأفعاله!
قسراً يجب أن يوضع حد لكل ذلك .. فالدين واضح ومصادره واضحة، ولسنا بحاجة لهراء البعض في مواقع التواصل عن حياتنا وأفعالنا ووصايتهم علينا.
أخيراً .. الدين لم يكن يوماً مظهراً وشكلاً يخفي خلفه البعض مقاصدهم السيئة وبؤس تفكيرهم ودناءة أفعالهم .. الدين سلوك وتعامل وكلمة طيبة ودفع أذى.

http://alroeya.ae/2014/07/12/163070

بادر قبل أن يُغادرك


كل شيء في الحياة له نقطة بداية، وكل قرار يسبقه بعض العزيمة والإصرار، وكثير من التردد! ونحن كأشخاص كادحين في الحياة ندفع بها وتدفع بنا، وبيننا صراع لا ينتهي مع الزمن والأحداث والمتغيرات، ننشد دائماً ونبحث عن الأفضل في طرائق حياتنا وأعمالنا كافة، متجاهلين أنفسنا التي تحتاج لالتفاتة وتغيير نحو الأفضل.التغيير هو قناعة قبل أن يكون قراراً، فمتى ما اقتنع الشخص بتغيير شيء في حياته سيسعى له بكل تأكيد حسب همته وإرادته، ونحن في موسم خير عظيم وشهر فضيل تحفه الرحمات والسكينة ينبغي أن نجتهد فيه بالطاعات، ونتجنب ضياع الأوقات بما لا يجدي، وأغلب الناس في رمضان ينشدون التغيير، ويبحثون عنه سواء أكان تغييراً فردياً أم جماعياً. تغيير عادات سيئة كعادات الأكل الخاطئة وبعض السلوكيات تجاه الآخرين وغيرها الكثير، لكن هناك تغيير آخر البعض يغفل عنه ويهمشه، وهو زرع عادات جيدة وحسنة في حياتنا وحياة من حولنا.الحياة ليست مادة وأخذاً يقابله عطاء، الحياة أوسع أفقاً من لغة المادة الجامدة الباهتة التي لا روح فيها ولا نبض سوى أرقام تذهب وتغادر. الحياة إنسانية وعطاء لا يتبعه منة ولا فضل.الحياة أن تترك أثراً جميلاً في كل يوم تعيشه يُدون على ورقة في زاوية حائط سنوات عمرك.استغل الشهر الفضيل في إضافة شيء جديد لحياتك كوقت مستقطع لقراءة كتاب وزيارة مريض وصلة رحم وإفطار صائم ومساعدة عابر طريق. أبسط تفاصيل حياتك اجعل منها خيراً وفائدة لك ولمن هم حولك ولمجتمعك ووطنك.دائماً لا تنتظر أن يبادر غيرك، كن أنت المبادر في كل فعل خير مهما كان بسيطاً لا تعلم أجره وأثره ومدى قابلية نموه وانتشاره، فربما فكرة تُصبح إنجازاً.أخيراً، رمضان هو فرصة لتغيير نظرتك للحياة ولنفسك وقدراتك وتنظيم وقتك ومدى جدوى أهمية التغيير الذي تريده وتنشده وتنتظر نتائجه، فبادر قبل أن يغادرك

http://alroeya.ae/2014/06/30/160095