أنقى من الغيمة

صورتي
Saudi Arabia
في زمن التلاشي غيماتي ممطرة.! كاتبة وأديبة سعودية.. أنثر حرفي في جريدة الرأي الكويتية أصدرت كتاب/مدائن الوجع كل ماأكتبه لي ولاأسمح بـإقتباسه.

10‏/06‏/2014

حلم لن يتحقق..!

الأحلام هي وقود الحياة وعنوان استمراريتها .. فغذاؤها الأمل وعمادها الطموح وساعدها السعي لتحقيقها إنجازاً على أرض الواقع خلال فترة زمنية قد تطول أو تقصر، لا تهم مدتها لكن المهم كيفيتها ونُبل الوصول إليها وماهية تلك الأحلام ومشروعيتها.
تختلف الأحلام حسب الفئة العمرية والتربية والبيئة التي قد تدعم وتُشجع وقد تُحبط وتُقيد، لكن الإنسان لاعذر له في ذلك فهو المسؤول الأول عن تحقيق ما يُريد والسعي له وتحمل كل الصعاب في سبيل الوصول لأحلامه التي تستحق أن تكون واقعاً يُشرفه ويأخذ بيده نحو طموح آخر يسعده في دنياه وآخرته.
هناك أحلام مُؤقتة، مع تقدم العمر وتغير الحياة ونمطها تتلاشى وتموت، وهي ليست مُؤثرة في شخصية الفرد بالقدر التي تفعله أحلام الوهم التي يعيشها بعض الأشخاص، وهي لا تناسب حال واقعهم ولا مجتمعاتهم، فنجدهم يتخبطون فيها ولايملكون سوى الخوض فيها، ونسجها على كلام من ورق لايُجدي نفعاً ولايسد جوعاً، مهدرين بذلك أوقاتهم ووهج شبابهم وسنوات عمرهم في الركض خلف الوهم المغلف بحلم مستحيل بائس.
وهناك أحلام خلقت كي لاتتحقق وجمالها في ذلك! لأن ليس كل حلم يتحقق يصبح جميلاً، فلربما يكون وجعاً لصاحبه وهماً يُرافقه عُمراً بأكمله .. لذا جميل أن بعض أحلامنا تبقى مجرد أحلام لكن بشرط ألا تأخذ من وقتنا وتفكيرنا وعمرنا الشيء الذي يُشغلنا عما هو أهم في حياتنا.
أخيراً، يجب ألا يتوقف الإنسان عن الحلم مهما تقدم به العمر وضاقت عليه الأحوال، فقد يموت حلم، لكن حتماً سيولد آخر كما يُغلق باب ويُفتح آخر، فالحياة لاتقف عند شيء معين من حلم لم يتحقق وعمل لم يتيسر وشخص رحل .. هي أرحب فضاءً وأوسع أفقاً من كل ذلك، فقط تحتاج منا لكثير من الصبر والتفاؤل والأمل بجميل كل ما هو مقبل.


http://alroeya.ae/2014/06/09/155374 

ليست هناك تعليقات: