أنقى من الغيمة

صورتي
Saudi Arabia
في زمن التلاشي غيماتي ممطرة.! كاتبة وأديبة سعودية.. أنثر حرفي في جريدة الرأي الكويتية أصدرت كتاب/مدائن الوجع كل ماأكتبه لي ولاأسمح بـإقتباسه.

22‏/11‏/2013

أنا اليوم أعيش اليُتم مرتين!





لاشك أن أعظم فقد يصفعك في حياتك هوالموت
فهو يُحيل كل مساحات الإتزان الى خلل وفوضى
ووجع ممتد.. تختنق فيه أنفاس الحياة بـ أسرها
فمرارة الموت حق نتجرعها رضى بالقدر..
رحلت رفيقة فؤادي (سماح الراجحي)
رحلت الى حيث بارئها..
أختارها رحيل اليقين وخطف جسدها
وتوارت تحت التراب..لكن روحها
تنبض في فؤادي وفي قلب مشاعل وسعود
وكل أهلها وأحبتها ومن عرفها ومن لم يعرفها
هكذا هي روحها القريبة تُحيط بنا
وتُطبطب على أوجاعنا وكأنها بيننا لم ترحل!
تعيش معنا تفاصيل وذكريات وحياة وعمر..
سماح..أنتِ قطعة من روحي التي أهداها رحيلكِ
كسوة رمادية في مهب الشتاء!
كسوة باهتة..موجوعة..قاسية..
سماح..أتعلمين أي حزن وضيم بعد رحيلكِ حل بي؟!
شيء يُشبه انتزاع الروح والموت على قيد الحياة
شيء يُشبه السير في طريق دامس والدليل فيه غاب وتاه
شيء يعتصر القلب وينزفه أهات وغصات
سماح..الموت هو القدر الذي كُنت أتوقعه يخطفني قبلكِ!
لكنه صفعني بخطفكِ أمام ناظري بغتة
سماح..لم يبقى في العمر جراح تُضاف
فجرح فقدكِ أعظم جرح أشرقت شمس حزنه
في جمعة قُبض فيها صدري
وأختنقت فيها فضاءات روحي
سماح.. فُقدكِ وجع جديد يُضاف لرصيد أوجاعي
لكنه ورب روحكِ يارفيقة فؤادي وجع لايشبهه وجع
سماح..سـ أبكيك عمراً.. سـ أبكيك فقداً..سابكيك دهراً..
أنا اليوم أعيش اليتم مرتين!
سماح..سأعلق أمنياتنا معاً في روزمانة أيامي
إن كتب الله لي حياة طويلة بعد رحيلكِ
وسـ أُحققها لكِ وسأبتسم فقط لـ أجلكِ
سماح.. ثقي أنكِ في قلبي ماحييت
لن أنساكِ الا حين ألقاكِ فرحة بكِ
أسكنكِ الفردوس الأعلى وغفر لكِ
وصبر قلبي ومحبيكِ علي فراقكِ
وعلى تلك الحياة الرمادية الخالية منكِ.


http://www.alraimedia.com/Article.aspx?id=475487&date=06112013
http://www.alraimedia.com/Resources/PdfPages/AlRAI/C5A10E3B-C9E4-4334-84C7-2A671FB3F497/P18.pdf

ليست هناك تعليقات: