أنقى من الغيمة

صورتي
Saudi Arabia
في زمن التلاشي غيماتي ممطرة.! كاتبة وأديبة سعودية.. أنثر حرفي في جريدة الرأي الكويتية أصدرت كتاب/مدائن الوجع كل ماأكتبه لي ولاأسمح بـإقتباسه.

28‏/12‏/2013

عندك بشت سلف!

تشهد مجتمعاتنا كسائر المجتمعات الأخرى الكثير من المظاهر الزائفة التي انتشرت منذ زمن، لكن ثمة أشخاص وهم كُثر لم تدركهم في السابق، لكن في الآونة الأخيرة للأسف أصبحوا يتشدقون بها ويُفاخرون، وكأنها جمال أُضيف لحياتهم! فأصبحوا منجرفين خلف تيارها مُعللين ذلك بأن مصالحهم لا تتم إلا بتلك الطريقة، ولا تتسهل أمورهم إلا بالنفاق والتملق، والمجاملات المبالغة التي يقصد أصحابها التستر وراءها! وقد تتجاوز حالة التستر هذه إلى الغش والخداع.
ولا شك أن هذا جعل مجتمعاتنا ومنها مجتمعات خليجية تتأخر، وإن جزئياً، عن المجتمعات الأخرى لاسيما المتحضرة منها. فلا يُقام وزن لما يرتدي الإنسان من ملابس أو ما يملك من عقارات، وإنما لما يملك من علم وفكر وتواضع وأخلاق. وقد أخذت المجتمعات البعيدة من تعاليم ديننا وفضائله بعد أن هجرها الكثير من أبناء جلدتنا.
كما أن الاستلاف (الدين) أثقل كاهل العديد منا، حيث لم يقتصر على الأوراق النقدية، بل شمل الاحتياجات الشخصية من ملبس ومسكن ومركب وغيرها، وتعدى ذلك الضروريات إلى الكماليات الزائفة التي ربما أصبحت أكثر أهمية من أساسيات الحياة. ومن أمثلة ذلك استلاف البعض للسفر، مجاراة لمن هم حولهم وحتى لا يكونوا أقل شأناً، وكأن الحياة ليس فيها متعة سوى السفر، إضافة إلى التباهي بذلك خصوصاً أن أبواق السفر يعلو ضجيجها عند حلول أي إجازة. ولعل ما ينبغي علينا فعله بعد هذا كله هو ضرورة أن نُجسد القاعدة الشرعية «إن أكرمكم عند الله أتقاكم»، عملاً وسلوكاً لا قولاً ولا شعارات .. فهل يستجيب المعنيون لندائنا؟

 http://alroeya.ae/2013/12/01/106898

ليست هناك تعليقات: