تزخر اروقة ادراجنا بالعديد من الاقلام
فمنها الفاخر ومنه المتواضع
منها النحيف ومنها السميك
منها الاسود ومنها الاخضر
نقتنيها لـ الكتابة
لـ الذكرى...
لـ الهيبة
ولـ اشياء لا تحصى في اغوار اعماقنا
الكثير منا يعامل القلم بجفاء
رغم انه يهدينا كثيراً من عطاء
فعندما تمسك بالقلم ترسل له اشارات
نبض لا يفهمها سواه
فيبدأ بالتدفق حسب ما أملي عليه
فهو يسطر الخير والشر
ويكتب الوفاء والخيانة
ولا تمحى اثر جراحه
فهو اشد من قطع السيف
فحاسب حروفك قبل ان يخطها قلمك
*
( حسنا...هذا جدول اوقع الرمل في حبائله
واطلق في الصحراء عنان الشجر
او هو الفتى المشاغب افاق من قصيدته فكتب
:هو القلم ثعبان اليد اذا لم تزج به في الكلمات
وتغرس نابه في دم النشيد
القلم سكين خائنة ان لم يكن لها البياض
الغمد والقلب لها بالمرصاد
ق... ل... م
بين ثلاثة اصابع تحرسه
كي لا ينسفها على ورقه
هو القلم الداهية... ضجيج التي تمسك بخناقه
وتحترس منه...
لن تروّضه يدّ تنام على وسائده
لن تجرده يد في الجمر راكدة... او في الماء راقدة
كطحلب لا يلملم السطر مرتين
لا يلتفت خلفه
يفضح الكلمات وتهيم به
يلفظها حرفا حرفا وتتوجه ملكا
ماكر يمشي مشي المؤمنين في البياض
يحجل في النون... ويرقص وحده على جسد الهمزة
كرسيه النقطة وهيلمانه المفردات)
(فيصل القريني - ولد هجرة لبن -)
