أنقى من الغيمة

صورتي
Saudi Arabia
في زمن التلاشي غيماتي ممطرة.! كاتبة وأديبة سعودية.. أنثر حرفي في جريدة الرأي الكويتية أصدرت كتاب/مدائن الوجع كل ماأكتبه لي ولاأسمح بـإقتباسه.

10‏/05‏/2014

نصف قلب..!

في هذا الزمن يجب أن تعيش بنصف قلب حتى تستطيع مواجهة كدر الحياة وضيقها، فكل ماحولك من أحداث، وتحديات، وتقلبات أشخاص، وظروف، وأحكام قدرية تتطلب منك أن تكون أكثر قوة وصبراً وجلداً على مواجهة كل مُتغيرات الزمن والبشر.
عندما تتأمل في حالك ووقتك وعملك، وسائر صروف حياتك تجد كل شيء مُتسارعاً وربما متقارباً أو متناقضاً، وأحياناً تصل مرحلة التوقف عن التفكير بكل ما يُحيطك، فقط لأن عقلك لايستوعب سرعة تحولات الحياة من حولك، ولا تُلام في ذلك فنحن في حقبة زمنية مُخيفة.
البعض يتعامل مع كل هذا الصخب الذي يُحيط به بجدية وعصبية وحزم وهذا خطأ، فليس الكل يشعر بك، ويقدر موقفك، ويسير على المنهج الذي تُريد سواء في عملك أو بيتك، أو محيط المجتمع بشكل عام.. لذا الجدير بك أن تتجاهل بعض الأحداث وتُمرر بعض المواقف، وتتجاوز بعض الأشخاص إن لزم الأمر سلامة لقلبك فالحياة ستعيشها مرة فاجعلها لنفسك ولمن يستحق تقديرك ويفرض احترامه.
لست مُلزماً أن تُرضي الجميع وتطلب ودهم وتأكد أنك مهما فعلت ستجد من يُخالفك أو ربما يكرهك بلا سبب، حقيقة إني أشفق كثيراً على من همه الدائم البحث عن رضى الآخرين وطلب رأيهم في كل ما يفعله، ويتصرف في حياته وكأن سعادته بأيديهم وهو من حيث لايعلم يجعل شقاءه بأيديهم وتحت مظلة كلامهم ونظرتهم غير المنصفة أحياناً.
أخيراً، قيل قديماً (رضى الناس غاية لاتُدرك) لذا اجعل همك رضى ربك، ووالديك ومن يستحق تقديرك فقط وعامل الناس بحيادية، ومنطقية، ووسطية فالتعايش معهم لابد منه، لذا اجعله سلمياً وسطحياً، وشقاؤك وسعادتك بيد ربك فلا تطلبها إلا منه وماعدا ذلك فهو يأتي ويمضي عابر سبيل.


http://alroeya.ae/2014/05/06/147349 

ليست هناك تعليقات: