لم يكن الشعر يوماً سوى نتاج أرواح مُتعبه
فهي تتندر تارة وترثي تارة وتتغزل عدة مرات...
تمدح هذا وتقوم بهجاء ذاك... تُسلط سيف لسانها
وتُسخرة في خدمة أو ذم من تُريد...
كل ذلك لانقاش فيه فهو منذ أزل يمارس بنفس الكيفية
لكن في الآونة الأخيرة بدأ يتشكل كألوان الطيف
وانتشر الغث والسمين والراقي والهابط
وتعددت أوجهة ومساراته واستهلك حد التشبع
حد التصنع فغاب رونقه وانطفأ وهجه
وماتت تلك الدهشة التي تسكنه
الشعراء في زمننا الحاضر انقسموا عدة أقسام
البعض منهم مازال مُحتفط بوهجة وهم نُدرة
والبعض يُصارع أمواج التغيرات وهم قلة
والبعض انجرف وأصبح في مهب الريح
تتراقص به في كل اتجاه فكثيرة غُثاء وقليلة راحه
أصبحنا نفتقد الكثير من الشعراء الذين أغلقوا
على أرواحهم أبواب البوح وتركوا الساحة الرحبة
لضيقي الأفق وعديمي المسؤولية...
فالشعر كلمة والكلمة أمانة والأمانة عهد وميثاق
لايسمو بها الا من صفت نفسة وعلت همته ونقيت سريرته
تركوها للعابثين... لمن يتشدقون بخدمة الشعر
وهم حقيقة لايجيدون سوى العبث به ابتذالاً وانحداراً
ليس بـ الأغراض فحسب بل في الكلمة وقيمتها
وهناك شعراء تاريخهم مُشرف زاخر بالجمال والهيبة
لكن تيار ما جرفهم...
أي أرواح تلك تنشد الجمال والعلاقات الانسانية
وهي تستغلها بوجه آخر؟!
أعلي عندما أريد التواصل مع شاعر ما
ان أدفع المال مُقابل سماعي لبعض حروف منه؟!
أي بؤس حل بكم أيها الشعراء الكرام؟!
الشهرة قطعتم أشواطها وجاء دور المال الآن؟!
لاضير ربما يصرخ بي أحدكم ان هذا حرية شخصية
ولم نجبر الناس على شيء... نعم هي حرية
لكن بعض الحريات تُجردك من احساسك وقيمتك
كـ انسان قبل ان تكون شاعراً ذا حس مرهف
ونبضة صادقة وكلمة آسراه...
مشاعركم ياسادة تصل الى من تحبون بعفوية
ولن تجبرون عاقل على محبتكم والوقوف في مهب الريح
لأجل التواصل معكم عبر خدمة تنهش جيبه
مهما كان مُقابلها زهيداً أو باذخاً...
لافرق هو استغلال وان لون بـ الوان الطيف
يظل باهتاً خالياً الا من التلاشي والاندثار...
فرفقاً بتاريخكم الحافل وبحرفكم الآسر
وبقلوب تعشق انسانيتكم لاحرف بمقابل...!
http://www.alraimedia.com/Article.aspx?id=434767&date=10052013
http://www.alraimedia.com/Resources/PdfPages/AlRAI/B6E7521D-B4B6-4C23-AE18-C3067C8DF31E/P26.pdf
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق