تائهة أنا وسط الزحام..!
لا أعرف أين اذهب ولا أين توجد المحطة
شتى هي الوجوه التي صافحتني
شتى هي النسمات التي لفحت وجهي
ملامح شاردة وتقاسيم عابسة وتراكمت مكتظة
تعبت من المسير وحقيبة أوجاعي أثقلت كاهلي ومازلت أسير
لا أجد مقعداً شاغراً جميعها متزاحمة بأجساد متقاربة وبقلوب متباعدة
اتكأت على أحد الأعمدة وأطلقت تنهيدة أسى
تتابعت رنات هاتفي أخرجته من جيبي وأجبت
بـ أهلااااا بك ألقى التحية على عجل
وهمس أبقي مكانك سأحضر بعد ربع ساعة
أجبته بحسن أنتظرك انتبه لنفسك
لم أشعر بنفسي إلا وأنا جالسة على الرصيف فالوضع
بات مألوفا فالكل متكئ أومتمدد عليه
ومامنعني من قبل سوى خوفي أن يلامس كتفي كتف أحدهم
ليست عقده ولافوبيا ولكن تعود كتفي على ألا يلامس سوى كتفه
ولحسن حظي لم يكن أحدهم بالقرب مني فالجميع مشغول إما بهاتفه
أو بالبحث في احدى حقائبه رحلت وكعادتي أتأمل في شؤونهم
وفي تقاسيم ملامحهم سبحان من خلقهم....
مضى الوقت ولم يحضر.. بدأ الخوف يسري في قلبي
وبدأت دقاته تتسارع نعم أنا قلقة بالشأن الذي يعينه
أنا وجلة حد الموت من أجله
تناولت هاتفي وبدأت بالاتصال به ولم بجب
كررت مرة.. ثلاث.. خمس مرات ولم يجب
ترقرقت الدموع في عيوني
وبدأت مساحة الكون تضيق بي
وبدأت أهذي وأطمئن نفسي
ألتفت اليّ أحدهم قائلاً هل تريدين مساعدة يافتاة؟!
أشرت بيدي بـ لا وغص الكلام في حلقي..
ووضعت رأسي المثقل عليّ العمود
ونزلت دموعي معلنة حالة الطورائ
تقافزت كل الأفكار السوداء الى عقلي
ربما أصابه مكروه وربما وربما..
لم يوقف سيل تلك الأفكار سوى يده التي وضعها على كتفي
قائلا.. اسف تأخرت حينها أمسكت بيده وبكيت
ومضينا في وسط الزحام وكنت مطمئنة
لـ أن الأمان لم يخلق سوى معه
وبقربه وبين طيات تفاصيله..!