والله الجفا برد و قل الوفا برد
والموعد المهجور ما ينبت الورد
( بدر بن عبدالمحسن )
منذ القدم والشتاء بنسماته اللافحة
يوصم بالجفاء وكثرة العناء
وهل الصيف بريء من كل ذلك؟
أم أن يكفيه السفر الذي يزخر بالفراق والشوق؟!
فصول السنة تُؤثر على حياتنا ومعايشتنا لصروفها
تخلق فينا أنواعا شتى من الانتماء والجفاء
فالكثير يعشق الشتاء رغم صرامة أجوائه
خصوصا إذا خلت من المطر فهي لاتطاق
يتسابقون أولئك إلى روزمانة الأيام
ينتظرون أخر الأسبوع
للخروج إلى البر أو التسامر الذي
يعشقون لياليه الطويلة
تحيط بهم شبة نار من سمر عتيق
يحتسون أكوابا من الشاي وتتابع الأحاديث
بشغف لافت ..
وفي المقابل هناك كثيرون
لايطيقون الشتاء ولا جفاء أيامه
فقد أرهقتهم برودة أوقاتهم
ومسيرة أقداراهم أصابها التجمد
فهم لايريدون إضافة أخرى
من جليد أبيض يختلط برماديتهم
*
استوطنت لفحات البرد سبل كنت أطرقها
حينما تصافحني خيبات شتى
كل الأبواب مؤصدة .. لاسبيل يذكر..!
لكن رغم كل شيء حدث وكل ماسيحدث
مازلت أمارس طقوس التفاؤل بجميل قادم
وفرح ينتشلني من عثرات الخيبة
عاهدت نفسي ألا أبرح مواطن التفاؤل
رغم اليأس الذي يلوح بيده في كل اتجاه
وهو يحمل شالي الرمادي الذي
تلحفت به في الشتاء الماضي...!