أنطفت أنوار هالمدينه ..!
لا شموع تضوي سرمدية ليلها
ولا حروف تفك سلاسل قيدها
السهاد بعذاب الحنين أرق جفنها
والحزن غطى معالم صعبها
البرد بقسوته جمد كل عابر
والأمان بفصولها شيء غابر
مالبيد حيله ياصاحبي ...
لاصارت سنينها عجاف ..!
لا مطر .. يروي ضماها
ولا سعاده .. تمحي عناها
ولا هنا .. يسكن شقاها
ولا أمل .. يقتل شدة يأسها
سافر كل حلم يحتريها
ومات كل فرح يحتويها
طابت سرايرها وحكت
فاضت خواطرها وشكت
ونزفت .. لكن مابكت ..!
هو بقى دمع ما أنتثر ؟!
هو بقى هم ما حضر ؟!
صار الأخو يطعن أخوه
يتناسى ضيم أمه وقهر أبوه
صار الزمن آمن من ناسه
والمكان أوفى من جلاسه
صار أمس ماضي لا يعتبر
وشقى باكر خوف منتظر
صار الغريب أقرب قريب
ووصل القريب شيء عجيب
المزيد من الذهول يرافقك
والكثير من المستحيل يصادفك
مابقى بوجه هالمدينة ضيء
ولا بأطراف زواياها بعض فيء
مابقى بسهلها إلا كثير من سراب
وسنابل يابسة وبعض من تراب .